قبل ١٠ سنوات، قادت الأقدار سهام عبدالسلام «٤٣ سنة»، حاصلة على ثانوية عامة، إلى الزواج من محام، وقبل أن تستقر بهما الحياة الزوجية، طلقها وهى حامل فى شهرها الثانى.
الطلاق جاء بعد ثلاثة أشهر فقط من الزواج، لتجد «سهام» نفسها وحيدة فى مواجهة الحياة القاسية، إلا من إعانة شقيقها الذى يعمل فى منصب مهم بإحدى الوزارات.
ثمانية أشهر صعبة مرت عليها بعد الطلاق لتنجب صغيرها «أحمد» ليصبح بالنسبة لها «الونس والسند» بعد عمر، إذا ما حالفها التوفيق فى الحصول على عمل تستطيع من خلاله الإنفاق على تعليمه وتربيته.
٩ سنوات مرت على «سهام» وهى تبحث عن عمل من محافظة إلى أخرى، وسط ظروف اجتماعية بالغة الصعوبة، لا يساعدها سوى إعانة الـ«٥٠٠ جنيه» التى يقدمها لها شقيقها، لا تكفى قوت أيام بعد سداد إيجار السكن منها.
وبعد أن أخرجت «أحمد» من التعليم لعدم قدرتها على نفقاته، واستحكم بها اليأس والإحباط، وأحاط بها الفقر من كل جانب، قررت التخلص من حياتها.. «لكن من سيتولى رعاية ابنها؟» وجهت هذا السؤال لنفسها، فعدلت الفكرة.
وعند الفجر من إحدى الليالى البائسة، أحضرت سهام «فوطة» وكتمت أنفاس «أحمد».. أخذ يتوسل إليها بنظراته المتألمة، ولم تنجح هذه الوسيلة فى التخلص من حياته، فبللت الفوطة، وعادت لتكتم أنفاس «فلذة كبدها»، ليفارق الحياة.
وجاء الدور على تنفيذ الجزء الثانى من الخطة، تجرعت الأم «سم فئران» لتتخلص من حياتها وتلحق بصغيرها، غير أنها أخذت تتقيأ.. ولم تمت.. عاودت المحاولة، فى اليوم الثانى، بقطع شرايين يديها، وأخذت تنزف ٦ ساعات، توقف النزيف بعدها، لتجد نفسها مازالت على قيد الحياة.
ومع مطلع اليوم الثالث، بدأت جثة ابنها فى التعفن، ولم تجد الأم أمامها إلا الإبلاغ عن الجريمة، واعترفت فى أقوالها أمام شريف شعراوى، مدير نيابة حوادث شرق القاهرة، بارتكابها، وطالبت بإعدامها، ودفنها إلى جوار صغيرها، قائلة: «اعدمونى.. عايزه أستريح من الدنيا».
وأثناء معاينة النيابة لمكان الحادث بمدينة السلام، عثرت على خطاب إلى جوار جثة الابن بخط الأم تعترف فيه بارتكاب الجريمتين، قبل أن تصبح جريمة واحدة.
لا حول ولا قوه الا بالله