سيتميز المربع الذهبي لأول مونديال أفريقي بطابع الإثارة والتشويق، كما سيحمل في طياته العديد من الدلالات الرمزية والتاريخية، إذ ستشهد إحدى مباراتيه موقعة كروية مرتقبة بين العملاقين الأسباني والألماني يرى فيها العديد من المتتبعين فرصة فريدة لكي يثأر المانشافت لهزيمته أمام أبناء شبه الجزيرة الأيبيرية في نهائي كأس أمم أوروبا قبل عامين.
وفي المقابل، ينازل المنتخب الهولندي المنتشي بفوزه على البرازيل نجوم أوروجواي الذين باتوا يحملون على أكتافهم كل آمال وتطلعات أمريكا الجنوبية، بعدما أصبح منتخب لاسيليستي آخر ممثل للقارة في نهائيات جنوب أفريقيا.
خلب أبناء يواكيم لوف ألباب المتتبعين والأنصار خلال مشوارهم المظفر نحو نصف النهائي بفوزهم عن جدارة واستحقاق أمام اثنين من أكبر المرشحين لمعانقة اللقب، إذ سحقوا إنجلترا 4-1 في ثمن النهائي قبل أن يُسقطوا مارادونا وكتيبة نجومه من "برجهم العاجي" برباعية دون رد.
أما أبطال أوروبا فقد عانوا الأمرين قبل بلوغ نادي الأربعة الكبار، حيث انتصروا على جيرانهم البرتغاليين في الديربي الآيبيري بهدف يتيم ضمن دور الـ16، ثم أزاحوا باراجواي بالنتيجة ذاتها في ربع النهائي، مكتفين في كل مرة بلمسة ساحرة من الهداف المُنقذ دافيد فيا.
وفي المقابل، تعين على أوروجواي الكفاح طويلاً من أجل دخول تاريخ المونديال مجدداً، حيث تحملت كتيبة تشارواس وِزر مباراة غاية في التعقيد أمام كوريا الجنوبية قبل أن يتمكن لويس سواريز ورفاقه من خطف بطاقة التأهل إلى دور الثمانية بشق الأنفس (2-1)، ليعودوا مرة أخرى لخوض معركة طويلة أمام خصم عنيد بحجم المنتخب الغاني الذي ظل آخر مدافع عن راية القارة السمراء في المونديال الأفريقي، إذ فاز أبناء أوسكار تاباريز بركلات الترجيح (1-1؛ 4-2) بعدما أفلتوا من عنق الزجاجة بإضاعة أسامواه جيان ضربة جزاء في آخر ثانية من عمر الوقت الإضافي.
وسيواجه نجوم لاسيليستي امتحاناً غاية في الصعوبة هذه المرة، إذ سينازلون منتخباً هولندياً أكثر ثقة وطموحاً من أي وقت مضى بعدما أخرج البرازيل (2-1) في ربع النهائي، إذ كشر نجوم الكتيبة البرتقالية عن أنيابهم وأعلنوا صراحة عن نواياهم، معولين على خبرة مدربهم الداهية بيرت فان مارفيك الذي يتخذ من شعار "الاتحاد أساس القوة" منهجاً له في إدارة هذا الفريق المتألق.
المباريات
أوروجواي-هولندا، 6 يوليو/تموز، كايب تاون، 20:30
ألمانيا-أسبانيا، 7 يوليو/تموز، ديربان، 20:30المباراةألمانيا-أسبانيافي يوم 29 يونيو/حزيران 2008 بملعب إيرنست هابل في فيينا، انهزمت ألمانيا بقيادة مايكل بالاك أمام منتخب أسباني اعتبره جميع المتتبعين والنقاد الفائز الشرعي باللقب الأوروبي، حيث سجل فيرناندو توريس هدف الإنتصار لصالح لاروخا في نهائي بطولة القارة العجوز.
لا شك أن العديد من الأشياء قد تغيرت منذ ذلك التاريخ إلى يومنا هذا، حيث مرت سنتان كاملتان عن تلك المباراة التي تقبل فيها نجوم المانشافت وأنصارهم الهزيمة بكل روح رياضية.
وقد دخل الفريقان نهائيات كأس العالم FIFA هذا العام بتشكيلتين مختلفتين نوعاً ما عن البطولة الأوروبية، حيث غاب بالاك عن المونديال الأفريقي بسبب الإصابة، بينما ظهر توريس بعيداً كل البعد عن مستواه المعهود، بعدما شُفي من إصابة في الركبة على بُعد أيام معدودة من انطلاق المنافسات.
أضف إلى ذلك أن المدرب الألماني يواكيم لوف نجح في تشكيل فريق شاب ومنسجم (بمعدل أعمار يبلغ 24.9 عاماً) يأتي على رأسه النجم الصاعد توماس مولر (الذي سيغيب عن نصف النهائي) وصانع الألعاب الواعد مسعود أوزيل.
وفضلاً عن ذلك، سجل الألمان عودة هدافهم الكبير ميروسلاف كلوزه، رغم غيابه عن أغلب مباريات بايرن ميونيخ في الموسم الأخير، إذ بات ابن الثانية والثلاثين يزاحم الأسطورة البرازيلي رونالدو على لقب أفضل هداف في تاريخ كأس العالم FIFA.
وفي المعسكر الأسباني، يمكن للمدرب فيسنتي دل بوسكي أن يفخر بمهاجمه المتميز دافيد فيا، الذي ينفرد بصدارة هدافي مونديال جنوب أفريقيا بعدما هز الشباك خمس مرات.
قد يقول قائل أن مستوى لاروخا لم يكن بتلك الروعة والجمالية التي كان ينتظرها الجمهور، لكن الفريق يملك ما يكفي من الفنيات والمهارات الفردية والجماعية لصنع الفارق وهزم أي خصم كيفما كان حجمه وتاريخه.
إذ يملك العديد من اللاعبين القادرين على تغيير مجريات المباريات، بمن فيهم الشاب الواعد بيدرو الذي أبان عن مؤهلات عالية كلما أتيحت له الفرصة لدخول أرضية الملعب.
لاعبون تحت الضوء
دييجو فورلان (أوروجواي) – الرباعي الكبير (هولندا)
سيفتقد هداف لاسيليستي لزميله المفضل في خط الهجوم (لويس سواريز الموقوف)، لكن مهاجم أتليتيكو مدريد يدرك جيداً أن مصير بلاده بات ملقى على كتفيه، وهو الذي سجل ثلاثة أهداف حاسمة في دورة 2010 حتى الآن، ومن المؤكد أنه يمني النفس بإعادة الكرَّة أمام عمالقة الدفاع البرتقالي.
وفي المعسكر الهولندي، بات الجميع يتمنى مشاهدة تألق جديد للرباعي الكبير المشّكَّل من أريين روبن وويسلي شنايدر ورافائيل فان در فارت وروبن فان بيرسي، علماً أن المدرب بيرت فان مارفيك يملك في دكة البدلاء لاعبين قادرين على صنع الفارق كذلك، وفي مقدمتهم راين بابل وإليرو إيليا وكلاس يان هنتلار أو حتى ديرك كويت.
ماذا قالوا
"أنا متيم بكرة القدم إلى درجة الرومانسية، مثل يوهان كرويف بعض الشيء. فكلانا يعشق كرة القدم الهجومية والإستعراضية والممتعة. عندما نفوز ونحن نلعب بهذا الشكل فإن الفرحة تكون مضاعفة،"
صانع ألعاب أسبانيا تشابي.